الرجل الآخر


تُرى ماذا تفعل المخابرات المصرية بعد مصرع أدهم صبرى ؟ هل يمكن إعداد بديل لـ ( رجل المستحيل ) ؟ اقرأ الرواية هذه المرة بتركيز أكبر فستواجهك حتمًا مفاجأة
***
غلف الظلام تماما تلك القاعة الواسعة ، المحاطة بجدران من الزجاج المضاد للرصاص ، في قبو مبنى المخابرات العامة المصرية ، و بدت لأعين المراقبين خارجها ، و كأنما هي خالية ساكنة صامتة ، على الرغم من ثقتهم بوجود رجل يتحرك داخلها بخفة قط حذر ، حتى انتصب فيها فجأة تمثال يشبه رجلا يمسك مسدسه ، مع وميض أشبه بفلاش تصوير سريع ، أعقبه صوت رصاصة مكتومة ، انطلقت من مسدس مزود بكاتم للصوت ، التمع وميضها من مصدرها ، قبل ان يتناهى إلى مسامع المراقبين صوت ارتطامها بالتمثال ، ثم أعقب ذلك انتصاب تمثالين آخرين ، انطلقت رصاصات مسدسيهما نحو مصدر الرصاصة الأولى ، إلا أن رصاصتين مكتومتين أصابتهما من مصدر آخر ، فسقطا يلحقان بزميلهما ، فغمغم مدير المخابرات العامة ، الذي يراقب ما يحدث بالخارج
ــ لا بأس
ابتسم مساعده ابتسامة واسعة ، لم يسمح لها الظلام بالظهور على نحو واضح ، و هو يقول
ــ بل هو رائع في الواقع يا سيدي ، لقد اجتاز كل اختبارات الرماية بنجاح يبلغ سبعة و تسعين في المائة ، بالإضافة لإجادته التامة لمعظم رياضات الدفاع عن النفس ، و لخمس لغات حية ، و
قاطعه المدير
ــ لا بأس .. لا بأس
ثم ضغط زرا في مسند مقعده ، فأضيئت الحجرة الزجاجية المظلمة ، و بدا داخلها شاب وسيم ، مفتول العضلات ، يرتدي قميصا خفيفا ، على الرغم من برودة الجو في هذا الوقت من فصل الشتاء ، و ترتسم على شفتيه ابتسامة واثقة مزهوة ، لنجاحه في اجتياز الاختبارات حتى نهايتها ، و تطلعت عيناه إلى مدير المخابرات ، و هو ينهض من مقعده ، و يشير إليه بسبابته ، ثم اتجه نحو باب القاعة الزجاجية ، و فتحه و هو يدس مسدسه في غمده ، و مساعد المدير يقول في حماس
ــ إنه أيضا يجيد قيادة معظم المركبات : البرية و البحرية و الجوية ، و يجيد التنكر على نحو جيد ، و
زفر المدير في اسى ، و هو يقول
ــ و لكنه لن يبلغ حتى نصف مهارته هو
عقد مساعده حاجبيه ، و هو يقول في ضيق
ــ اسمح لي يا سيدي .. إنني لست ممن يعشقون العيش مع ذكريات الماضي

تحميـــــل الملــــف مـــن هنــــــا